رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
الدراما بين الواقع المرير والإبتعاد عن رمضان


المشاهدات 1592
تاريخ الإضافة 2024/04/16 - 8:21 PM
آخر تحديث 2024/05/02 - 3:42 PM

عرضت عدة مسلسلات عراقية على مختلف القنوات الفضائية، الا إنها في الوقت نفسه ابتعدت نوعا ما عن الكثير من الواقع العراقي، والطقوس التي يمارسها العراقيون وعوائلهم في رمضان.
كذلك افتقدت الدراما العراقية الى صفات التلاحم، وصلة الرحم واظهار ابداء المساعدة بين ابناء البلد الواحد.
اما الطقوس الدينية فنجد الدراما العراقية افتقرت اليها بشكل واضح وملموس، متناسية ان هذا الشهر الفضيل تكثر فيه العبادات وتفقد الأيتام وكسوتهم في العيد وصلة الرحم .
نعم.. الدراما العراقية ما زالت تعاني من التكرار نوعا ما في مواضيعها.
نريد من الدراما العراقية أن تأخذ المواضيع الحقيقية في الحياة والتي تمس مشكلات الواقع ، لأن مشاكل وهموم أبناء البلد هي أعمق وأكثر مما تعرضه الفضائيات.
فقد ظهرَ شهاب الدراما العراقية والمسيرة الفنية العراقية للمرة الثانية بقوة في شهر رمضان الكريم، وتسابق الدرامي العراقي والعربي، وعاد النجم العراقي الى الساحة الفنية بحلته وجماله وقامته المتعارف عليها سابقاً،
فالفن العراقي يبث كل معاني الروح والبهجة والرقي كما كان يعرفه جمهورها الداخلي والخارجي وفن يسمو بالحياة  وبالمعرفة والايجابية. 
اني اذكر كلام احدى الصديقات الليبيات وحديثها عن الفن والمسلسلات العراقية التي كانوا يشاهدونها ومدى اعجابهم بواقعنا والصورة المرسومة لديهم عن المجتمع العراقي .
أما الآن ارى صورة عالية من سلبية في الفن العراقي عن المجتمع في الدراما الرمضانية العراقية، ايمكن ان يكون هو الهدف لأجل الاصلاح ام رسالة ترسم خط المعالجة من نوع اخر من خلال ارسالها للجمهور، أمن الممكن رسم صورة ذهنية سلبية عن المجتمع العراقي بمستوى عال من التناقضات والسلبيات، وعلى هذه الصورة أهي حيقية، واذا كانت كذلك ألا يجب ان نصدر فنا وتمثيلا يلقي بالعراقي لجمهوره الخارجي لكي نعكس الانطباع السلبي الذي يتولد لدى البعض عن الخوف والقلق عند الدخول للعراق وبغداد تحديداً، اذا كنت تجذب المتلقي وتشده وهذه ادواتك المتعارف عليها بكمية من السلبية الموجهة لجمهوره العراقي والعائلة العراقية.
نحن نعلم ان الفن والتمثيل رسالة لها هدف وتطرح مشاكل المجتمع وتهدف الى الاصلاح والمعالجة ، لكن يطغى التمثيل على الواقع بكمية من سلبية المضافة لاجل الجذب.
لماذا تهمل القيمة المجتمع العراقي لماذا اظهار ابشع وادنى المستويات ؟
ألا يجب في هذا الشهر الفضيل ان نرسل كل مايدعو الى الحب والخير والتفاؤل كل مايدعو الى الامل والاصلاح.
هنالك متأثرون ممكن ان نخاف عليهم من مراهقين وشباب من هذه الصور المطروحة.
فالافضلية هي نشر الوعي للشباب لا أن تتمركز السلبية في القصة، فيدرك الشاب هذه النماذج المطروحة، وممكن ان يتأثر ولو بنسبة 1 % وتجذبه الى هذه الحالة او الظاهرة، من خلال تساؤلات كثيرة وتداعيات شيطانية تدفعهُ للتجربة.
كان من الارقى طرح صور ومسائل تنمي وتوعي حال المجتمع لا جعل السلبية محور القصص الدراما العراقية، التوازن في الطرح مطلوب من خلال اظهار الجانب السيء ومعادلته بالايجابي. فتسارع وتسابق في الاعمال الدرامية والمستويات الى الساحة الفنية ليس بهذه الطرق والادوات!. ففي ضوء الابداع والتطور التقني نرسم صورة العراقي بخطوط ذهبية تشرف من امتنا وحضارتنا ونتاج اعمال مشرفة تتصدر عربياً ودولياً.
تأتي احد ىالقنوات الفضائية وتطرح صورة ابن الغربية الذي يتأمر ويسئ للبلد ، بالمقابل تأتي الاخرى تظهر ابن الجنوب قليل العلم والوعي والادراك ، وكل هذه الصور لاتعبر عن المجتمع ابداً ، إنما تعبر عن ضغينة شخصية وعقد نفسية للبغض ، قد تشتت المجتمع وتشوه صورة العراقي بشكل عام. فنصدر جمال المجتمع العراقي ورقي المجتمع البغدادي وتحسين حال الفن من، الاخوة، الحضارة، الوعي، الجمال......... الدراما العراقية الى اين بنا؟

 


تابعنا على
تصميم وتطوير