رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
تدمير على مراحل وتقتيل بالجملة


المشاهدات 1270
تاريخ الإضافة 2024/04/29 - 8:53 PM
آخر تحديث 2024/05/17 - 12:12 AM

واصل جيش الاحتلال عدوانه على الأرض الفلسطينية وقطاع عزّة تحديدا وذلك منذ أزيد من مائتي يوم ، وتطالعنا الأخبار كلّ يوم بأرقام مفجعة تبرز بوضوح تامّ أنّ ما يقترفه الإحتلال الصهيوني في غزّة والضفة الغربية من جرائم في حقّ الفلسطينيين هو غير مسبوق بكلّ المقاييس .
وتشير الأرقام التي تتناقلها الصحافة الأمريكية والغربية عموما إلى سقوط أكثر من 34 ألف شهيد وما يفوق 70 ألف جريح ، وأغلبهم من النساء والأطفال واللاجئين .
ويقف المجتمع الدولي موقف العجز أمام هذه الجرائم 
ورغم التحرّك المحتشم للقضاء الدولي ، سواء تعلّق الأمر بمحكمة الجنايات الدولية أو محكمة العدل الدولية ، فإنّ الاحتلال الصهيوني لم يُبْدِ أيّ تغيير في مواقفه وسلوكياته العدوانية ، وذلك منذ عملية “طوفان الأقصى “ يوم 7 أكتوبر الماضي
وحاولت الدعاية الصهيونية على مدى الأشهر ترويج سردية “الضحية” التي إبتدأ مسلسل “ظلمها” في ذلك اليوم ، في محاولة لنسف أكثر من 75 سنة من الظلم والإهانة التي لحقت الشعب الفلسطيني لمجرّد مطالبته بحقوقه الشرعيّة التي أقرّتها المواثيق الدولية.
وكانت إرادة الاحتلال الإسرائيلي طوال هذه السنوات تصبّ في اتّجاه التدمير الممنهج لمقوّمات الدولة والوجود الفلسطينييْن تحت مرمى ومسمع القوى العظمى التي أمّنها ميثاق الأمم المتّحدة على رعاية الحقوق والأمن في العالم .
ولم تكتف هذه الدول بمعاينة ما يحدث من مجازر وجرائم في حقّ الفلسطينيين والأرض الفلسطينية، بل هي ساهمت بصفة مباشرة وفعلية في دعم كيان الإحتلال بالمال والسلاح ، 
ولا يبدو أنّ تقتيل الفلسطينيين وتدمير مقومات الحياة على الأرض الفلسطينية وتفكيك أوصال الأرض الفلسطينية، منعا لقيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة ، يثير الحرج أو بعضه لدى قادة الدول الغربية ، بل إنّ بعضهم يعتبر أنّ وحشية وهمجية إسرائيل هي جزء من حربها ضدّ من تسميهم بالارهابيين وهي حرب “الديمقراطية”ضدّ أعدائها وأعداء “المدينة” . 
الواضح إذًا أنّ إسرائيل العدوانية أخذت قرار التصفية النهائية للوجود الفلسطيني والمشروع الدولة الفلسطينية، وهي لذلك تصفّي أوّلا ، الأرض على مراحل ، غزّة أوّلا وظاهرا ، عن طريق التدمير الكامل الممنهج للقطاع ثمّ ، وأساسا الصفقة الغربية عن طريق أبشع أشكال الاستيطان 
وثانيا هي تستهدف الفلسطينيين بطرق ثلاثة ، التقتيل بالجملة والموت المؤجّل بقطع سبل الحياة واستهداف المنظومة الصحية والغذائية والتعليمية والترحيل القسري إذا أمكن ذلك .
ويشير تقرير البنك الدولي بأنّ العدوان على غزّة أتى على “ أزيد من 70 في المائة من المرافق الصحية، و72% من الخدمات البلدية مثل الحدائق والمحاكم والمكتبات، و68% من بنية الاتصالات، و76% من المواقع التجارية، بما في ذلك تدمير شبه كامل للمنطقة الصناعية في شمال قطاع غزّة “ 
ذات التقرير أشار إلى الوضع المريع في جنوب القطاع ، حيث لجأ أكثر من مليون ونصف نازح، وحيث “يفترش الفلسطينيون الأرض للنوم ويحرقون القمامة للطهي “ ووفقا للأمم المتحدة، فقد هرب نحو 85% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون شخص من منازلهم، ويقيمون الآن في أقل من ثلثي المساحة بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية ، 
الأرقام مفجعة والكارثة كبرى وقرار دولة الاحتلال هو ، مواصلة نفس النهج الإجرامي : تدمير الأرض على مراحل وقتل الإنسان الفلسطيني بالجملة .
 


تابعنا على
تصميم وتطوير