رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
مبارك عيدكم أيها العمال


المشاهدات 1318
تاريخ الإضافة 2024/05/01 - 8:55 PM
آخر تحديث 2024/05/15 - 7:12 PM

نباركُ لعمال العراق والعالم ذكرى يومهم العالمي الذي يُحتفل به في الأول من شهر أيار من كل سنةٍ في أغلب دول العالم، ويكون عطلةً رسميّةً في عددٍ منها.
العمال.. هذه الأيدي العاملة والشريحة الكادحة التي تقدم لبلدانها الخبرةَ الكبيرة، والعطاءَ المُتجدد على مدى سنوات خدمتها، سواء كان ذلك من خلال مؤسسات الدولة، أم في القطاع الخاص.
لا أحدَ منا يستطيع أن يقللَ من كفاح العمال ونضالهم الطويل في مسيرةِ البناء والإعمار في بلدنا، أم في البلدانِ الأخرى، فهم مَن يساهمون في بناءِ المستقبل، ورفع قُدراتِ البلد ، إضافةً الى تدريبهم للملاكات المبتدئة في اختصاصهم للمناصب التنفيذيّة .
تغطي إدارةُ المواهب العمالية في أي بلدٍ مجموعة واسعة من وظائف الموارد البشرية، بدءاً من جذبِ العمال المتميزين وتطويرهم إلى تحفيزهم والاحتفاظ بهم. وبالتالي، فإن وجودَ استراتيجية لإدارةِ مواهب العمال وطاقاتهم سيساعد على الاستفادةِ من الإمكانات الكاملة لمواهبهم وخبرتهم الميدانية.
نعم .. البلدانُ بحاجةٍ الى الموارد البشرية الكفوءة في جميع مفاصلها، لتحسين قدرتها الانتاجيّة والمساهمة في انسيابيةِ العمل.. فلا يمكن لأي مؤسسةٍ في الدولة، أو منظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، الاستغناء عن العمال، ومهاراتهم، ولذلك على جميع الحكومات في بلدانهم أن تقدم الرعايةَ الكافية، والضمان الحقيقي لحقوق العمال، وعوائلهم. 
وتعود خلفيةُ الاحتفال بيوم العمال العالميّ إلى القرن التاسع عشر في أمريكا وكندا وأستراليا. فقبل الإعلانِ عن هذا اليوم بسنواتٍ، كانت شيكاغو في القرن التاسع عشر تخوضُ نزاعاتٍ عماليةً لتخفيض ساعات العمل في هاميلتون، وبشكلٍ خاصٍ في الحركة التي تعرف بحركةِ (الثمان ساعات).
كانت بداية عيد العمال في  21 ابريل/ نيسان 1856 في أستراليا، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث طالب العمالُ في ولاية شيكاغو عام 1886 بتخفيض ساعاتِ العمل اليومي إلى ثماني ساعات، وتكرر الطلبُ في ولايةِ كاليفورنيا. 
وفي يوم 1 مايو من عام 1886 نظّم العمالُ في شيكاغو، ومن ثم في تورنتو، إضراباً عن العمل شاركَ فيه ما بين 350 و 400 ألف عامل، يطالبون فيه بتحديدِ ساعات العمل تحت شعار «ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع»، الأمر الذي لم يَرق للسلطاتِ وأصحاب المعامل، خصوصاً أن الدعوةَ للإضراب حققت نجاحا جيدا، وشلت الحركة الاقتصادية في المدينة. 
ففتحت الشرطةُ النار على المتظاهرين وقتلت عدداً منهم، ثم ألقى مجهولٌ قنبلة في وسط تجمعٍ للشرطة أدى إلى مقتل 11 شخصا بينهم 7 من رجال الشرطة واعتُقِلَ على إثر ذلك العديد من قادةِ العمال، وحُكم على 4 منهم بالإعدام، وعلى الآخرين بالسجن لفتراتٍ مُتفاوتة. 
وعند تنفيذ حكم الإعدام بالعمال الأربعة كانت زوجةُ أوجست سبايز، أحد العمال المحكوم عليهم بالإعدام، تقرأ خطاباً كتبه زوجها لابنه الصغير جيم «ولدي الصغير عندما تكبر وتصبح شابا وتحقق أمنيةَ عمري ستعرف لماذا أموت، ليس عندي ما أقوله لك أكثر من أننى بريء، وأموت من أجل قضيةٍ شريفةٍ، ولهذا لا أخاف الموتَ، وعندما تكبر ستفخر بأبيك وتحكي قصته لأصدقائك»، وقد ظهرت حقيقةُ الجهة التي رمت القنبلة عندما اعترف أحد عناصر الشرطة بأن من رمى القنبلة كان أحد عناصر الشرطة أنفسهم.
وفي الختام أقول.. هنيئاً لجميع العمال بيومهم العالمي، وخالص التهنئة والتقدير لعمال العراق الذين  يقدمون نماذجَ مضيئةً في العطاء، لتسهم بتحقيق التنمية والازدهار في عراقنا الحبيب.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير