رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
صبري الرماحي ...المؤثرات الصوتية عنصر أساسي في نجاح الأعمال الدرامية


المشاهدات 5727
تاريخ الإضافة 2025/05/28 - 10:08 PM
آخر تحديث 2025/07/11 - 2:10 AM

في هذا الحوار، نبحر مع أحد رموز الإخراج والإعلام في العراق، المخرج  صبري الرماحي، الذي حمل معه فنه وشغفه أينما حل، فكان شاهداً ومشاركاً في محطات مهمة من تاريخ الإذاعة والتلفزيون، قبل أن يكمل رحلته خارج الوطن مع قناة الجزيرة وغيرها من المؤسسات العربية.
كان الحوار مع الرماحي حواراً في الذاكرة والوجدان، امتزج فيه الفن بالحنين، والمهنية بالموقف، والوجع بالغربة، فخرجنا بصورة فنان ظل وفياً للمهنة والوطن رغم التحديات.
ما سبب دخولك مجال الإعلام؟
- بدأ شغفي بالإعلام منذ صغري، وكنت مستمعاً محباً وهاوياً للإذاعات، ومنذ تلك اللحظة بدأ عشقي للفن، وكان ذلك في عام 1970.
ما أول عمل إعلامي قمت به؟
- عملت مخرجاً في إذاعة صوت الجماهير، مع الأستاذ صباح عطوان، وشاركت في إخراج أعمال مثل: «الباحثون» و»جرف الصخر»، كما أخرجت العديد من المسلسلات الإذاعية التي ما زالت راسخة في الذاكرة، مثل «أشهر المغنين العرب» في العصر العباسي، للكاتب المبدع معاذ يوسف، وغيرها. عملت مع عمالقة الفن العراقي مثل شكري العقيدي، علي الأنصاري، حلمي نوري، عبد المطلب السنيد، الدكتور فاضل خليل، الدكتور حسن الجنابي، الدكتور قائد النعماني، راسم الجميلي، صادق الأطراقجي، مقداد عبد الرضا، وطعمة التميمي. ومن خلال عملي معهم، بدأت العروض تتوالى عليّ لاختيار الموسيقى التصويرية للأعمال، وأصبح اسمي متداولاً في الأوساط الفنية. 
وهل شغلت مناصب إدارية خلال مسيرتك؟
- نعم، شغلت عدة مناصب، منها رئيس قسم الموسيقى في المؤسسة العامة للسينما والمسرح، وعملت في الفرقة القومية للتمثيل، كما تسلمت إدارة المسرح الوطني في الثمانينات، وشاركت في أغلب المهرجانات العربية، وكان آخر منصب لي قبل التقاعد هو مدير الدعاية والإعلام في دائرة السينما والمسرح. كما عملت بعدها في شركة بابل، مديراً للإعلان التجاري، ثم في شركة الحضر مع الدكتور الراحل حسن الجنابي.
ما أبرز الأعمال التي أخرجتها؟
- أخرجت أربعة مسلسلات، منها مسلسل للفنان الراحل رياض أحمد. وفي عام 1996، انتقلت للعمل في قناة الجزيرة مخرجاً للبرامج والأفلام الوثائقية، وأخرجت أفلاماً وثائقية عن السودان ومصر وغيرها.
كيف تصف رحلتك الإعلامية وأنت اليوم بعيد عن الوطن؟
- إنها رحلة طويلة وممتعة قضيتها مخرجاً وإعلامياً. فالمخرج المبدع يترك بصمة في كل مكان يحل فيه. ورغم بعدي الجغرافي، يبقى الحنين للوطن في القلب، بل كثيراً ما أبكي حين أرى العراق ينزف كل يوم.
هل سجلت هذه الرحلة الطويلة ملاحظات في ذاكرتك؟
- بلا شك، فقد واجهنا صعوبات، خصوصاً في العمل الإذاعي، الذي يتطلب توصيل الفكرة للمستمع باستخدام الصوت والمؤثرات فقط، أما في العمل التلفزيوني فالكاميرا تساعدنا في نقل التفاصيل.
هل هناك فترة زمنية يمكن وصفها بأنها ازدهار فني في العراق؟
- لا أستطيع تحديد فترة معينة، لأن العراق كان دائماً يزخر بالكفاءات الفنية في كل المجالات. لكن المشكلة كانت تكمن في الحكومات المتعاقبة التي لم تهتم بالفنون، رغم وجود شعراء وأدباء وفنانين كبار، ومع ذلك استطاع الفنان العراقي أن يبدع وينال الجوائز عربياً رغم ظروف التقشف وانعدام شركات الإنتاج.
في رأيك، ما سبب تراجع الفن في العراق؟
- السبب يعود للسلطات السياسية، والانقلابات، والحروب المتتالية. هناك من صعدوا إلى السلطة وهم يعيبون على الغناء والتمثيل، ويعتبرونهما من الأمور المتدنية، وهذا جعل العائلات تخشى أن تدفع أبناءها لهذا المجال.
هل جربت التمثيل؟
- نعم، مثلت في المسرح والتلفزيون وحتى السينما، لكنني أدركت أن لا مكان لي في التمثيل وسط هذا الكم الهائل من المبدعين، فقررت أن أكرس طاقتي للإخراج.
مَن هو الممثل الذي أبكاك؟
- أبكاني الممثل الكبير غازي التكريتي في فيلم «المسألة الكبرى» من إخراج محمد شكري جميل.
ومَن هو الممثل الذي أضحكك؟
أضحكني الفنان عماد بدن في مسرحية «المحطة».
ما أهمية الموسيقى والمؤثرات الصوتية في الأعمال الفنية؟
- تلعب المؤثرات الصوتية دوراً أساسياً في تعميق الحدث داخل العمل الدرامي، سواء إذاعياً أو تلفزيونياً. ولأهميتها، أدرجها مهرجان «كان» الدولي مؤخراً ضمن الجوائز الفنية.
هل يزيد وجود الفنان العراقي في الخارج من خبرته؟
- بالتأكيد، من خلال الغربة والاحتكاك بالعالم والتقنيات الحديثة في الإعلام المرئي والمسموع، تزداد خبرة الفنان وتتوسع رؤيته. هكذا اختتمنا حوارنا مع المخرج صبري الرماحي، الذي ظل وفياً لفنه ووطنه، رغم طول المسافة وبعد الزمن، فبقي اسمه حاضراً في ذاكرة الفن العراقي، صانعاً للأثر، ومؤمناً بأن الفن الجيد لا تحده الجغرافيا.


تابعنا على
تصميم وتطوير