رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
المخرج علا سليم يفوز بجائزة كارل ثيودور دراير


المشاهدات 1819
تاريخ الإضافة 2025/07/02 - 10:27 PM
آخر تحديث 2025/07/11 - 2:34 AM

نزار الفدعم
تلقي المخرج وكاتب السيناريو علا سليم (Ulaa Salim) جائزة كارل ثيودور دراير (1898 -1968) والذي يعتبره بعض النقاد من اهم مخرجي السينما ومن هنا تبدو أهمية الجائزة التي حصل عليها المخرج علا سليم ذو الأصول العراقية وقد تم تسليم الجائزة في «فيلمتاجيت» في كوبنهاغن وسط حشد من السينمائيين الدنماركيين الذين اشادوا بأسلوب علا سليم الاخراجي ((تحمل الأفلام التي يقدمها علاء سلم طابعًا شخصيًا وتتحدى تصوراتنا عن كيفية سرد القصص سينمائيًا.))  مثلما قال احد النقاد.
وعلا سبق له أن اخرج العديد من الأفلام القصيرة منها «أبناء آبائنا»، المنتج في ورشة آرهوس السينمائية، الذي عكس العلاقة بين الاب والابناء والشعور بالظلم بسبب عدم تقدير الاب الذي ترك وطنه 
وفي فيلم «وطن»، وهو مشروع تخرجه من المدرسة الدنماركية للأفلام، يزور الأبن أباه الذي إنتقل إلى الأردن بعد الطلاق. الأب مثقل بالذنب، ونلمح عبر الفلاش باك حبه للأم وأحلامه غير المحققة مع العائلة. وفي مشهد يعبر عن هذا الموضوع، يستحم الأب وابنه في البحر الميت، حيث يطفو الاثنان كالفلين، قبل أن نعود إلى فقدان الأب لوطنه وعائلته. هذا المشهد هو واحد من عدة مشاهد تصور الحب بين الأب والابن بطريقة عميقة.  
لكن فيلميه الروائيين الطويلين  تدور أحداثهم  في مستقبل قريب. الأول «أبناء الدنمارك» يتناول الصراع بين الأغلبية والأقليات في الدنمارك، حيث تُختبر ولاء البطل لقوانين البلاد عندما تسقط السلطة في أيدي قوى تريد الشر لعائلته. أقوى لمسة في الفيلم هي تحول منظور المشاهد: الشخص الذي ظنناه ثانويًا يتبين أنه البطل الرئيسي، مما يضيف بُعدًا أخلاقيًا لقصة الضابط المحوري. يجمع الفيلم بين التشويق وعناصر تدفع للتأمل: هل هذا هو المجتمع الذي نتجه إليه؟  
أما أحدث أعماله فيلمه الروائي الطويل الثاني ، «للأبد»، فيقع في مستقبل تهدد فيه الأرض بشق في قاع المحيط يتسبب في تسارع التغير المناخي. بطلنا يحاول إنقاذ العالم، وفي منتصف الطريق، يُكلَّف بقيادة الغواصة المكلفة بإصلاح الشق. في نفس الوقت، يعثر على حب شبابه، ويصبح حلم الحياة الأسرية السعيدة – وهو موضوع رئيسي في – محور القصة. الخيار الجريء في «للأبد» هو العنصر الميتافيزيقي: الشق يمتلك قوى إلهية تسمح للبطل بالعيش مع أحبائه الذين لا يستطيع البقاء معهم في حياته الأرضية.  
في كلا الفيلمين، شارك ممثلون مثل راسموس بييرغ، زكي يوسف وسيمون سيرس، وخلف الكاميرا فريق ثابت مثل المونتيرة جينا مانغولاد والمنتج دانييل موليندورف. لكنك تترك بصمتك كمخرج حتى عند استلهامك من آخرين هكذا كانت مقدمة  مقابلة مع بودكاست «أصوات سينمائية» التابع للمعهد الدنماركي للأفلام، والذي أشار إلى تأثره بأندريه تاركوفسكي، الذي تظهر في أفلامه قوى إلهية قادرة على إعادة الموتى. لكن حتى عند استعارة الفكرة، لكنه يقول يطورها بطريقة فريدة. بداية «للأبد» يذكرنا بالفيلم القصير «شاب للأبد»، وعندما يقترب البطل من هدفه، نتوقع نهاية هوليودية. لكن القوى الغامضة وحلم الحياة مع الأحباء يأخذان زمام القصة. 
قدم علا سليم في فيلمه الروائي الأول الطويل «أبناء الدنمارك» رؤية مقلقة لمستقبل مجتمع منقسم، فإن «للأبد» فيلمه الروائي الثاني الطويل يقدم تصورًا نادرًا عن حياة فرد يعاني من تغير المناخ مع أحبائه في جنة مفترضة في  محاولة مزجه للأنواع السينمائية حتى تعكس روح العصر.


تابعنا على
تصميم وتطوير