في عالم الدراما وبين أروقة الإذاعة والتلفزيون تبرز أسماء مبدعة تركت بصمة لا تُنسى، ومن بينهم السيناريست والإعلامي المخضرم سمير النشمي، الذي امتدت رحلته في الإعلام لأكثر من نصف قرن، متنقلاً بين الكتابة الدرامية والإعداد الإذاعي والتلفزيوني، والصحافة، والفحص الصوري واللغوي، والإدارة الثقافية. حوارنا اليوم مع الأستاذ النشمي يستعرض مسيرته الغنية، ويضعنا أمام شخصية متعددة العطاءات، ظلت تعمل بصمت ومثابرة بين الدراما وبين البرامج وبين التاليف وكلها لخدمة العراق والثقافة العراقية.
* لطفا قدم نفسك لقرائنا الكرام.
ــ اسمي الكامل سمير حميد علي النشمي، من مواليد بغداد / الكرخ عام 1948. عُرفت إعلاميًا باسم «سمير النشمي»، وبه كتبت أعمالي الأدبية والبرامجية والصحفية. مارست الوظيفة المدنية والتدريس، وما زلت مستمرًا في العمل الإعلامي والفني حتى الآن. أحلت نفسي على التقاعد من الوظيفة المدنية عام 1995، لكني بقيت أعمل في الإعلام، وفي عام 2008 عدت للوظيفة عبر الإعلام مجددًا.
* ما تخصصك الفني؟
ــ أنا كاتب سيناريو ومعدّ برامج إذاعية وتلفزيونية. عملت في إذاعة بغداد، صوت الجماهير، تلفزيون جمهورية العراق، الفضائية العراقية، وتلفزيون الشباب.
* حدثنا عن نشأتك والمحيط العائلي؟
ــ نشأت في عائلة بسيطة من بيئة عمالية، تميزت بجو ثقافي وتمسك بالعادات العربية والدينية. هذا الجو أثر فيّ كثيرًا، فبدأت منذ مراهقتي باقتناء الكتب الأدبية والقصصية، مما ساعدني على تنمية خيالي واهتمامي بالكتابة. أستاذ اللغة العربية في المتوسطة كان له الدور الأكبر في تشجيعي على الكتابة، ما دفعني لقراءة كتب الفلسفة، خاصة كتب زكريا إبراهيم، وبدأت الكتابة الصحفية عبر جريدة «التآخي» من خلال مناقشة مقال للصحفي عبد الغني الملاح، وقد ضُمّ هذا المقال لاحقًا إلى كتاب «المجتمع العراقي من خلال رسائل القراء».
* ما أولى نتاجاتك قبل دخولك الفعلي للعمل الإعلامي؟
ــ نشر مقالي في جريدة التآخي كان أول دخول حقيقي لي في المجال، ثم قدمت نصًا دراميًا بعنوان «قصة فدائي» لقسم التمثيليات في تلفزيون العراق بإشراف المرحوم حامد الأطرقجي، كما كتبت رواية في أوائل السبعينات طبعت عام 2013 في سوريا بعنوان (السمراء الصبوح).
* متى بدأت علاقتك بدائرة الإذاعة والتلفزيون؟
ــ بدأت التردد على مبنى الإذاعة والتلفزيون عام 1967 عندما كان الأستاذ حامد الأطرقجي مسؤولا عن الدراما التلفزيونية، وتواصلت مع فرق مسرحية مختلفة، مثل فرقة مسرح الرسالة ومسرح الرافدين، كما التقيت بالفنان سعدون العبيدي والمخرج عبد السلام الأعظمي.
* هل تتذكر بداياتك الإذاعية؟
ــ نعم، عملت في مجال التأليف الإذاعي في إذاعتي بغداد وصوت الجماهير، وقدمت لهما العديد من البرامج والمسلسلات على مدى أكثر من ثلاثين عامًا.
* ما تجربتك في فحص الصورة والأفلام التلفزيونية؟
ــ عملت فاحصًا صوريًا ولغويًا في تلفزيون الشباب، ثم في شركة بغداد للإعلان (الشروق)، وتواصلت لاحقًا مع الفضائية العراقية كمعدّ للبرامج والتحقيقات.
* ما أبرز الأعمال الدرامية التي قمت بتأليفها وتمت إذاعتها أو عرضها؟
ــ قدمت العديد من الأعمال الدرامية الإذاعية والتلفزيونية، ولا يمكن حصرها هنا، لكنها شكلت تجربة طويلة ومستمرة منذ الستينات وحتى اليوم.
* كيف استمر عملك بعد عام 2003؟
ــ عملت مع إذاعة المستقبل وإذاعة السلام وإذاعة بغداد، وقدمت تمثيليات قصيرة وبرامج دينية واجتماعية، وكان لي حضور مستمر في المشهد الإذاعي.
* ما دورك في الصحافة؟
ــ عملت في جريدة الفرات الأسبوعية، وجريدتي ألوان و»الموعد» التابعتين لدائرة السينما والمسرح قبل عام 2003. بعد التغيير، كتبت في جريدة «العراق الجديد» و»العدالة»، ونشرت مقالات وتحقيقات في «السيادة» و»الزمان».
* هل تعاونت مع شركات فنية إنتاجية؟
ــ نعم، تعاونت مع شركات عديدة مثل «سمير أميس» و»الديار»، وساهمت في كتابة الدراما التعليمية لمنهاج اللغة العربية التي بثت على قناة (ART).
* حدثنا عن تعاونك مع شبكة الإعلام العراقي؟
ــ في عام 2005، عملت مع الشبكة بناءً على طلب السيد حبيب الصدر، وأعددت برامج تلفزيونية وإذاعية خلال فترة وجودي فيها.
* ما تواصلك الإعلامي والصحفي حاليًا؟
ــ ما زلت أعمل على مشاريع وثائقية منها برنامج «المفتش العام»، وبرنامج أسبوعي بعنوان «أسرتي»، ومادة وثائقية تُصوّر حاليًا بعنوان «المبصرون».
* وماذا عن الإدارات الإعلامية وتأسيس المحطات التلفزيونية؟
ــ في نيسان 2005، كُلفت بتأسيس قناة العراقية/2، التي تحولت لاحقًا إلى «قناة الأطياف»، وكانت تبث باللغات الكردية، التركمانية، السريانية، والإنجليزية.
* هل لك تجارب أخرى في مجال إشراف الإنتاج؟
ــ نعم، كنت مشرفًا لغويًا على مسلسلين للأطفال من إخراج طارق الجبوري، ومسلسل آخر لتلفزيون العراق من إخراج محمد الفتلاوي. كما أعددت 42 حلقة تعليمية لقناة ART ضمن المنهاج الدراسي السعودي بإخراج الفنان فيصل الياسري.
* هل نلت تكريمًا خلال هذه المسيرة الطويلة؟
ــ كرّمتني وزارة الثقافة والإعلام عام 1998 لفوزي بالجائزة الأولى في كتابة قصة للأطفال بعنوان (لقاء مع الدجاجة الذكية). كما كُرّمت بدرع أحمد المظفر من قبل الملتقى الإذاعي التلفزيوني عام 2015 كأحد رواد الإعلام.
* ما مؤلفاتك المنشورة؟
ــ أصدرت عددًا من الكتب، منها:
1. السمراء الصبوح – رواية طبعت في سوريا.
2. همسات الروح وخلجات النفس – طبع في العراق.
3. الإسلام منبع السلام (جزآن) – طبع في العراق.
4. خوارق النظم والعادات في القرآن الكريم (ج1) – طبع في العراق.
5. هل نهينا عن المنكر – طبع في العراق.
6. شموس مشرقة في شبكة الإعلام العراقي – طبع في العراق.
7. زلزلة الساعة – طبع في العراق.
8. المعتزلة – طبع في العراق.
* كلمة أخيرة؟
ــ أشكر كل من تابع مسيرتي أو ساهم في دعمها. ما زلت أؤمن أن الإعلام رسالة أخلاقية وإنسانية، وأن عطائي لن يتوقف ما دمت أملك القدرة على الكلمة الصادقة.