تبحث دائرة الآثار والتراث في العراق عن كتاب أثري يُعتقد أنه نسخة نادرة من التوراة، بعدما اختفى بشكل غامض خلال عملية نقله بين بضع جهات لتقدير سنة كتابته وقيمته التاريخية.وعُثر على الكتاب الأثري أول مرة قبل نحو عام، عندما ضبطت المخابرات العراقية ثلاثة أشخاص خلال محاولة تهريب الكتاب.وبينما أحيلت عصابة تهريب الآثار إلى التحقيق والمحاكمة حينها، تم نقل الكتاب إلى جهات حكومية متخصصة لفحصه وتقييمه، قبل أن يختفي خلال تلك العملية.وأثارت وسائل إعلام عراقية، ، يوم أمس، قضية اختفاء الكتاب الأثري، والذي كان محفوظًا داخل صندوق أثري ويضم صفحات منقوشة برسومات وكتابات بالخط الذهبي، ويُعتقد أنه يعود إلى حقبة تاريخية قديمة. ونقلًا عن مصدَرين أن الكتاب أُحيل إلى الجهات المختصة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار للتدقيق فيه ومعرفة ما إذا كان أصليًّا أم مقلدًا، قبل أن يختفي خلال تداوله بين دوائر التحقيق في بغداد.وضبطت السلطات الأمنية أفراد عصابة تهريب الآثار في يوليو/تموز من العام الماضي في محافظة كركوك، وخضعوا للتحقيق والمحاكمة فيها وفي محافظة ديالى، حيث امتدت قضيتهما إلى هناك.لكن التحقيقات في القضية تعثرت بسبب اختفاء أحد المضبوطات فيها، لتبدأ دائرة الآثار والتراث في العراق عمليات بحث وتتبع لمعرفة مصير الكتاب الأثري.وحظيت القضية بتفاعل واهتمام كبيرين في مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، وسط مخاوف من أن يكون الكتاب أصبح خارج العراق بسبب قيمته التاريخية.بدورها أعلنت دار الكتب والوثائق العراقية، عن إنجازها ترميم أكثر من 2000 وثيقة تاريخية خلال النصف الأول من عام 2025.وقال المدير العام لدار الكتب والوثائق وكالةً بارق رعد علاوي في بيان:” إنه “وفي إطار جهودها المستمرة للحفاظ على الإرث الوثائقي العراقي بعد تعرض هذه الوثائق إلى أضرار جسيمة نتيجة أعمال الحرق والتخريب التي طالت الدار عام 2003 تم إنجازها ترميم أكثر من 2000 وثيقة تاريخية خلال النصف الأول من عام 2025”، لافتاً الى أن “الوثائق المُرمَّمة تعود إلى العهد العثماني، وتتعلق بولايتي بغداد والموصل.وأضاف أن “عمليات الترميم تجري بوتيرة منتظمة منذ عام 2006، بمتوسط سنوي يبلغ نحو 3000 وثيقة”، مشيراً إلى أن “هذه الجهود تمثل ركيزة أساسية في حفظ الذاكرة الوطنية وصون التاريخ العراقي.من جانبها بيّنت مسؤولة المركز التدريبي لحفظ وصيانة الوثائق، أزهار وليد أن “عمليات الترميم تتم على وفق سياقات فنية ومهنية دقيقة، تبدأ بتشخيص الأضرار بدقة عالية، تليها مراحل متخصصة تشمل التعقيم والمعالجة، ثم اختبار الأحبار المستخدمة لتحديد مدى حساسيتها للماء، ليتم بعدها ترميم الأجزاء التالفة باستخدام الورق الياباني عالي الجودة”، مؤكدة “أهمية الحفاظ على الهوية الأصلية للوثائق خلال جميع مراحل الترميم.