حازم كمال الدين، كاتب مسرحي ومخرج ومترجم وروائي عراقي وشاعر ومترجم، وُلد في الحلة ببابل، درسَ في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد في منتصف السبعينيات، وكان معلموه عمالقة المسرح إبراهيم جلال وجعفر السعدي وعوني كرومي وفاضل خليل ،..، فرّ من العراق بعد تعرضه للمضايقة والترهيب والاعتقال.
في أواخر السبعينيات هرب من العراق بعد أن تعرض للتهديد والاعتقال والتعذيب من نظام الدكتاتوري السابق وحزبه المفتون بالتعذيب والاقصاء والقتل، خاصة بعد أن ألّف مسرحية ساخرة حُكم عليه بالإعدام بسببها.
وطموح هذا الفنان كان جامحا لدرجة أنّه وقف في وجه سلطة العائلة، ذلك أن والده كان معترضا على خيار المسرح وهذا الموقف كان مرهقا بالنسبة له، ولكن عناده وتعنته جعلاه يمضي في خيار رفضه والده، وتمسّكه بخياراته الفنية والسياسية أثر أيضا في عائلته. ورغم المنعرجات التي عايشها، والملاحقات الامنية التي أرّقته، والهويات التي قسّمته، ورغم شبح الموت الذي خيّم في محيطه مرات عدّة، يظل حازم كمال الدين إلى اليوم يستنطق الحياة ويملأ تجاويفها فنا وأدبا، وهو الذي تعدّدت أعماله المسرحية والسردية والتي تستوجبا سطورا وسطورا للحديث عنها.
ورغم التفاصيل التي أثرت في حياة حازم كمال الدين الشاعر والكاتب والمسرحي، إلا أنّها لا تعدو أن تكون غيضا من فيض في حياة هذا الانسان الذي وهب عمره لقناعاته.
يعد د. حازم كمال الدين من الشخصيات العراقية البارزة في المهجر حيث يُقيم في بلجيكا منذ سنوات طويلة، ويعمل في المجال المسرحي ممثلاً ومخرجاً، بالإضافة إلى إشرافه على العديد من الورش التمثيلية في العديد من الدول العربية والأجنبية، كما لديه عدة إصدارات في الشعر والقصة والرواية، لعل أبرزها رواية (مياه متصخرة) التي وصلت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية في عام 2016، كما حصل نصه المسرحي (السادرون في الجنون) على جائزة أفضل مؤلف مسرحي عن الهيئة العربية للمسرح في عام 2014.
كذلك استطاع الكاتب المسرحي والروائي والمترجم العراقي د. حازم كمال الدين، ان يحقق إنجازا عربيا بعد ان تم اختياره شخصية العام الثقافية في مدينة انتويرب في بلجيكا، تقديراً لمجمل منجزه الفني والأدبي المميز.
جوانب كثيرة مثيرة في حياة حازم كمال الدين من بينها أنه سليل عائلة كمال الدين المعروفة بالفقه والورع في حين أنه يساري الهوى، وعن هذا يقول محدّثنا أنّه كلما ازداد التزمت الديني كبرت غابة الصحو الذاتي، ومن جهة أخرى علّمه الفقه أن ينتصر للمضطهدين. ولئن وجد في التاريخ الإسلامي ثورات للمضطهدين كمثل ثورة الزنج، لكنه، وبسبب طبيعته الشخصية النقدية، لم يجد نفسه إلا داخل الحركات اليسارية باعتبارها جوابا معاصرا للانتصار على الاضطهاد.
كان يسعى من منطلق التصدي للنظام القاهر لتدريس الجمهور تاريخ التعذيب والموت هو أنه كمسرحي كان يتناول في أعماله المسرحية موضوع التعسف والديكتاتورية الملطخة بالدماء. ففي مجمل أعماله لم يتناول سوى ثيمة واحدة، وهي تاريخ العذاب العراقي.
وهذه المعطيات حدّدت المسارات الفنية لهذا الإنسان الفنان، وكان الانطلاقة مع الشعر والمسرح ثم القصّة، ولأنّه يأبى الركود والتكلّس والتكرار والاجترار، تخلّى عن الشعر حينما تفطّن ذات لحظة إلى أنّه ليس بشاعر وانتبه إلى تكرار نفسه، فاتجه للمسرح بعد ان تعلم تفاصيله من أساتذة عباقرة في تاريخه ووسائل تمثيله واخراجه.
غادر المخرج والممثل والكاتب المسرحي والروائي والمترجم حازم كمال الدين العراق عام 1979، وكانت بيروت هي الحاسمة. هناك ابتدأت المواجهة، جابه نفسه على أكثر من صعيد، حتى أجبرها على أن يبحث عنها، ليس كما أرادت لها “الثقافة والأعراف والتربية” أن تكون، بل كما هي حقيقته. وهناك جابه أيضًا مفاهيمه المسرحية التقليديّة الأصيلة والمكتسبة بجملة من التحديات: هل المسرح محاكاة فعل أم إنه فعل بحد ذاته، هل ثمة حاجة حقيقية إلى النص المسرحي المكتوب على الورق، ما علاقة الإخراج بالنص، أهو تفسير له أم تأويل، أم تأليف جديد، أم علاقة أخرى، وفي علاقته بالتقنيات المسرحية، هل هو تجسيد لما يحدث في النص؟ بناء معارض له؟ هل المسرح هدف بحد ذاته؟ هل هو وسيط؟ ما هي علاقته بالتراث؟ هل هي عملية إسقاط على الواقع، أم تحليل ونقد للبنية التي أنتجت الواقع؟ هل العلاقات التي تربط هذه العناصر فيما بينها خارجية، شكلانية، أم داخلية، بنيوية …
لقد قيل الكثير عن الفجيعة العراقية واجتهاده في تقديم هذه الفجيعة على المسارح الغربية وبإطارات مختلفة حتى ان أحد النقاد الغربيين علق قائلا (ثمة تدريس لجمهور حازم المسرحي مستمرا عن التعذيب والموت للسجناء العراقيين خلال هذه الفترة المظلمة وكأنه وهو يعرض تاريخ العقاب يجعل مما يحدث في العراق نموذجا تاريخيا وإنسانيا) كيف يمكن ان يعي دلالة هذا القول وهو الشاب الهارب المعذب.
لا يستطيع حازم أن يتحدث عن دور المؤسسات الثقافية الرسمية في العراق ودورها في نهضة وإسناد الثقافة لسبب بسيط أنه اضطر لمغادرة العراق في سن مبكّرة جدا، وما يعرفه عن تلك المؤسسات لا يتعدى ما قرأه هنا وهناك وما سمعه من هذا الصديق وذاك. أما تجربته الشخصية مع تلك المؤسسات فقد كانت على شحّتها علاقة فنان مع جهاز قمعي!
فما عدا فرقة المسرح الفني الحديث التي سمحت له ولزملائه أن يقدم عروضا (شبابية) كانت الفرقة القومية تقتصر على من تسبّيح بحمد الإله (صدام حسين)، أمّا من كان ملحدا بتلك الآلهة فلم يكن له مكان. لقد منع النظام السابق مسرحيات كثيرة وأشهرها دائرة الفحم البغدادية، ولم يكن شخصيا خارج تلك البركات الملعونة. فقد حصل له ما حصل على أثر إخراجه المسرحية الشهيرة (الملك هو الملك) والتي مازال اصدقاؤه يتذكرونها.
ومن الطريف في قصة الفنان المسرحي حازم كمال الدين الهارب من عنف السلطة ان لديه الكثير من الأسماء التي فرضتها عليه خياراته الحياتية، حازم هشام وماهر رضا المزرعاني وماهر نصار وصادق سالم وفابو تحسين فدانيو لوراس، أسماء لكل منها حكاية ولكل منها تناقضاتها التي قد تتطابق في جوانب منها معه ، هي أسماء، يقول عنها كمال الدين في ذاكرته مع حقائق واقعية مرة، إنه يرتديها ليتخلّص من ملاحقة المخبرين، دون أن يتخلّى في كل مرّة عن ذلك الإحساس المتلبّس الذي تنهمر معه الأسئلة ليصدّها جدار إلزامية الواقع، الذي يهرب منه إلى الكلمات.
ومع كل اسم جديد، يتجدّد الصراع بين ذات حازم كمال الدين والشخصية الجديدة الذي يحمي بها نفسه، وفي بيروت كبر اسم «ماهر نصّار» حتى صار ناقدا مسرحيا وكاتبا للقصة وباحثا، ورغم أنّهما واحد، باسمين مختلفين إلا أنّ الأصل بات يشعر بأن الفرع ينافه فصار يبحث له عن أخطاء ليوقع به، وهذا ليس إلا وليد الدفاع عن حازم كمال الدين، ذلك أن « ماهر نصّار جله يختفي لكأنّه غطّاه وطمره.
وفي حديثه عن «دانيال لوراس»، لم يخف عن أنّ هذا الاسم أيضا افتك منه وجوده بشكل ما، ولكنّه كان قد تعلّم من «ماهر نصار» ولم يقم بأشياء كثيرة ابداعية بهذا الاسم، ولم يستند إليه إلا في المطارات كي يطرد عنه شبح الشك والريبة.
ورحلة الاسم لم تتوقف هنا، ولم ينس حازم كمال الدين أن يتذكر عن « شي ماء الصقر»، وهو اسم فتاة استخدمه لأن الإعلام العراقي عمد إلى التعتيم على اسمه، وإلى اليوم مازالت كتاباتها محفوظة في ارشيف الصحافة العراقية في السنوات الممتدّة بين سنة 2006 و2014.
وهل لك أن تتخيّل أن هذا الاسم كاد يوقع المستجير به في عقدة نقص، جرّاء التساؤلات عن الأسباب التي جعلت من الكاتبة «شي ماء الصقر» مهمة وقبلة للمديح بينما لا يحصل حازم كمال الدين على أي شيء.
واسم «دانيو لوراس»، هو الآخر كان حلقة من حلقات التخفي التي أثّرت في ذات حازم كمال الدين، الذي لم يقترف أي ذنب سوى أنه اعتنق الحرية دينا، وحينما ألغى هذا الاسم بطلب رسمي من الدولة البلجيكية، طار أطفاله من الفرح، وقبل ذلك لم يكن يعي أي كابوس كان يمثّل لهم.
وحينما نتحدّث عن الأسماء نحن نلامس الهوية، الهوية التي يراها محدّثنا كائنا متغيّرا لا متحجّرا، كانت أنّنا كائنات مائية حينما كنا في رحم أمهاتنا وحينما ولدنا توّلنا إلى كائنات هوائية، وفق نظرته التي لا تخلو من عمق، وهذا التحوّل الذي يصفه بالنوعي لم يغيّر في اعتقاده الهوية وإنما هو امتداد لها، وهذا ما يجعله إنسانا يحن دائما إلى أمه، لأنه يعدها البيت الأول.
أمّا على الصعيد الثقافي فمقاربته للموضوع تلازم نفس الزاوية ذلك ان الهوية الثقافية في نظره تتغير وفقا لعلاقة الفرد بالمحيط، فهو حينما كان مواطنا بابليا كانت هويته عربية إسلامية، بابلية.
ولا يمكننا الحديث عن حازم كمال الدين المسرحي المؤلف الممثل دون الخوض في حكم الإعدام الذي صدر في حقه زمن حكم صدام حسين بسبب مسرحية ساخرة من رأس النظام، ثم اعقبها بمسرحية “الملك هو الملك» تأليف السوري سعد الله ونوس، هذه المسرحية التي نظر إليها الفنانون باعتبارها خطوة في غاية الشجاعة في زمن ديكتاتوري يطلق أحكام الإعدام بلا حساب.
وحينما يعود كمال الدين بذاكرتنا إلى ذلك الزمن، يروي لنا قصّة تواريه عن الأنظار بعد قرار إيقاف عرض المسرحية إلى حين ترتيب خطواته ووثائق وتدبير بعض المال، ليتمكّن من مغادرة العراق. وكان الهروب إلى الحياة، برا والتنقل بين بيروت وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة والانتماء إلى المقاومة ومعايشة الحصار.
أما عن السنوات التي عاشها في بيروت فيعدها محدّثنا من أغنى سنوات حياته، ذلك أنه في العراق لا يعرف الأفراد إلا صورة الدكتاتور ولا يقرؤون إلا ما تسمح به سلطة الديكتاتور.
ولكن في بيروت حدث العكس تماما، ووجد نفسه قادرا على قراءة كل شيء والكتابة في كل شيء وإنتاج العمل المسرحي الذي يريد، ففي العراق كان يلجأ إلى الترميز وغير ذلك من المناورات للهروب من براثن الرقيب.
وحينما كان حازم كمال الدين منكبا على أوّل عمل مسرحي له كمخرج مع فرقة نوح ابراهيم المسرحية الفلسطينية، واختار مسرحية ممدوح عدوان (محاكمة الرجل الذي لم يحارب) وهي مسرحية تلجأ للتراث للإسقاط على الواقع المعاش، عدل عن خياره من انطلاق إعدادها على المسرح، ذلك أن السياق غير السياق، وأنها لا تصلح للسان المعاصر، ففي بيروت يمكنك ان تقول كل شيء فلماذا تلجأ للرمز، وهذا المنطلق جعله يهرب من الترميز والعمل بلسان صريح أي اللسان الذي يقول الحقيقة بلا تزويق ولا مناورة بعيدا عن اللسان الشعاراتي.
بعد وصوله إلى بلجيكا، درس حازم كمال الدين العلوم المسرحية في جامعة لوفان، وعلم الحركة في معهد مسرح الحركة بقيادة يان لوتس ليصبح بعد سنوات مدرسًا في المعهد نفسه، وأسس “محترف صحراء 93 المسرحي”، وحصل على دعم دوري من وزارة الثقافة البلجيكية، وهو أول تجمع مسرحي (مؤسسه شرقي) في تاريخ الغرب يحصل على دعم ثابت من هذا النوع، وقد أنتج أكثر من 15 مسرحية معظمها من تأليفه وإخراجه، وأعد بعضها عن نصوص لكتاب آخرين، وهو مدير حالي لجماعة مسرح الصبار” البلجيكية.
ويعد المخرج حازم خلاصة جهد متميز وبحث مستمر عندما سنّ محترف صحراء 93 المسرحي، وحتى في أغلب تجاربه، ينظم تقليدًا يقوم على دعوة مرشد مسرحي أو دراماتورج أوروبي أو آسيوي، كتحضير ضروري للعمل المسرحي الذي يُقدَّم لاحقًا، انطلاقًا من أن المسرح ظاهرة شمولية، وكل من يريد أن يضعها في قالب أو مدرسة واحدة إنما يحكم عليها بالسجن، ففي مسرحية “ساعات الصفر” دعا ممثل البيوميكانيك المعروف توني دو ماير (جماعة مايرخولد)، وفي مسرحية “عين البلح” استقدم المختص بمسرح يوجينو باربا لودو فان باسل (جماعة أتيان دوكرو، المسرح الجسدي).
أما في مسرحية “رأس المملوك جابر” فقد استضاف اليابانية ميناكو سيكي (جماعة هيجيكاتا، مسرح البوتو)، وفي مسرحية “عاصفة من اللوحات” دعا رينا ميريسكا (الممثلة الرئيسة في جماعة جروتوفسكي، مسرح الينابيع)( إيمانويل ماس، “بحثاً عن كيمياء اللقاء: المحترف المسرحي البلجيكي صحراء 93.
في هذا السياق بدأ كمال الدين عمله متنكّرًا للكليشيهات التي يرتديها الجسد اليومي، أو الجسد المستخدم كوعاء لتجميع المعارف، ولم يعد يعتبر “المشاهدين” مجموعة عناصر استقبال يستخدمها لإيصال فكرة، أو يمارس عليها سلطة ما، أو يقول لها أو يعلّمها شيئًا، ذلك أنّ علاقة عمله المسرحي بالمتلقين ( الجمهور ) هي علاقة امتداد وتواصل ومجابهة، ويعد ميرخولد من أهم ركائزه بالعمل مع الممثل بعد أن ثار على تقديس المؤلف والنص معا، واهتم بتكوين الممثل وتدريبه وبناء شخصيته وإعداده إعدادا جيدا، ورفض واقعية ستانسلافسكي، ومال إلى الجانب الشكلي الصوري في المسرح، كما استغنى عن الماكياج والأقنعة وكل المظاهر الخارجية وعوضها بحركة الجسد التي ينبغي تطويعها لتشخيص كل الوقائع الدرامية.
وأثبتت التجربة أن الممثل هو المحرك الأساس، إذ يمكن أن ينقذ نصا ضعيفا من الفشل، ويمكن للمثل الضعيف أن يفشل نصا مسرحيا في غاية الجودة والإتقان، لذا لابد من تدريب الممثل وإعداده إعدادا حسنا ليؤدي الدور المنوط به.
إن علاقة الممثل عند المخرج حازم ليس بما هو خارجه هي علاقة شرطها الأساسي التعرية (كشف الذات)، وملامحها الامتداد والتواصل والمجابهة. كما أن هدف هذه المرحلة يكمن في توحيد ذات الممثل العارية مع عناصر العمل المسرحي الأخرى لكي يصبح الجميع “ذاتًا” واحدةً لها مركزها الخاص الذي يوظب فيه بحيث يتعامل مع عناصر جديدة خارج تلك الذات هي المشاهدين.ولهذا فإن أعمال حازم كمال الدين المسرحية الـ 49، التي أخرجها لفرقتيه “محترف صحراء 93»، و” زهرة الصبار”، عُرضت في مختلف المهرجانات المسرحية الدولية، خاصة في بلجيكا وهولندا وبريطانيا وألمانيا وكندا وصربيا، وأوكرانيا، ومصر، والعراق. وشهدت مدينة كوتشنر الكندية اخر مسرحياته بعنوان “قبل أن أموت” لنص شعري مقتبس من نصوص الفنانة السورية الكندية ندى حمصي، واخراجه .
لقد كتب المخرج المؤلف حازم كمال الدين « 25» نصًا مسرحيًا، نشر بعضها بصيغة كتب، منها “العدادة”، “عند مرقد السيدة” والسادرون في الجنون”. كما أنجز العديد من الأبحاث المسرحية، وكُتبت عنه أبحاث وأطاريح جامعية عديدة في بلجيكا والعراق ومصر ولندن، وأقام مجموعة ورشات مسرحية في التمثيل والدراماتورج وتكوين الممثل والصوت والإلقاء ولغة الجسد.
وفي مجال الراوية نشر خمس روايات (كاباريهت، مياه متصحّرة، شونهيد رأست، مروج جهنم، والوقائع المربكة لسيدة النيكروفيليا)، وترجم نصوصاً مسرحيةً وقصائد ودراسات أبرزها “ثلاثة مونولوجات لممثل”، “أنتيجون في مولنبيك”، “قيصر الخسارة “، “ملك الانتحال” و” سادن الجمال”، وقصائد للشاعرة الهولندية آن ماري استور. وحينما قرر أن يكون المنفى مصيره ومسار عمله المسرحي، كما يقول، فلو لم يقتلعه من العراق لكان الآن مقلّدا للمسرح الأوروبي لا أكثر.
لقد فرض عليه أن يخوض في لجج الأصالة، وأجبره على البحث عما أضاع: أرض الوطن، ودرجة الحرارة، والمناخ، والجسد، والصوت، والأحاسيس، والحنين.