رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير
مؤيد اللامي
أول صحيفة صدرت في العراق عام 1869 م
يومية سياسية عامة
تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين
رقم الاعتماد في نقابة الصحفيين (1)
‏نوبل ليست بخير


المشاهدات 1223
تاريخ الإضافة 2025/07/09 - 10:12 PM
آخر تحديث 2025/07/10 - 11:23 PM

‏كان الأديب الأيرلندي برنارد شو يسخر من نوبل، ويستخف بالجائزة. كان يقول: إنني أغفر للفريد نوبل اختراعه الديناميت لكنني لا أغفر له اختراع هذه الجائزة.. لأن تسيِّيسها يحط من قيمة الأدب ومن قيمة السلام.
‏وعندما يقوم مجرم حرب بمنصب رئيس وزراء بترشيح رئيس جمهورية بدرجة نصَّاب لنيل جائزة نوبل للسلام، فهذا يعني أن نوبل ليست بخير، وأن السلام في العالم ليس على ما يرام.
‏ففي واحدة من سخريات الدهر ومآسيه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعلى مأدبة عشاء في البيت الأبيض، ترشيحه الرئيس الأميركي دونالد ترمب لنيل جائزة نوبل للسلام، مقدّما بين يديه جميع فروض العشق المغمورة بقبلات من الغفران!.
‏وترمب ليس إرنست همنغوي في الرواية. ولا أرثر ميلر في المسرح. ولا سارتر في الفلسفة. ولا بابلو نيرودا في الشعر.. ولم يكن في يوم من الأيام موسيقاراً عظيماً مثل بيتهوفن، ولا مناضلاً عظيماً مثل نيلسون مانديلا، ولا مكتشفاً عظيماً مثل لويس باستور.. فلماذا يرشحوه للنوبلة وكل ما في تاريخه المهني من المجد أنه مدان بقضايا تزوير، وأنه قدَّم بعض الأدوار الهامشية «كومبارس» في عدد من الأفلام والمسلسلات الأمريكية وحصل على جائزة أسوأ ممثل!.
‏طبعا نحن لا نستغرب أن يحصل ترمب على جائزة نوبل للسلام.. ولماذا الاستغراب وقد حصل عليها مناحيم بيغن بطل مجزرة دير ياسين صاحب المقولة الشهيرة: لولا دير ياسين لما قامت إسرائيل؟!.
‏مثلما حصل عليها شمعون بيريز مهندس مذبحة قانا؟. والجنرال إسحق رابين دراكولا انتفاضة فلسطين الأولى وكان في ذلك الوقت ينادي بتكسير عظام الفلسطينيين!.
‏كما أننا لا نستبعد أن تكون نوبل للسلام من نصيب ترامب في وقت يحصل نتنياهو المطلوب الأول للعدالة الدولية على الدكتوراه الفخرية من جامعة بودابست «دكتوراه شرف» في انتهاك شرف الآخرين واغتصاب أوطانهم!.
‏كل الجرائم النكراء التي ارتكبها الصهاينة كانت من ورائها أمريكا ومن أمامها أمريكا. وكل القنابل والصواريخ التي تفتك بشعب غزة كل يوم من السماء والأرض والبحر، من تحتها أمريكا ومن فوقها أمريكا.. أو كما يقول محمود درويش: أمريكا هي الطاعون والطاعون أمريكا!.
‏إنه لمن المؤسف أن يصبح القتَلة والمجرمون وأولاد الأفاعي هم من يرشحون إلى نوبل. فكيف يمكننا أن نطمئن إلى السلام في العالم إذا كان سيّداه: ترامب ونتنياهو.. ألا تستحق أن نبصق على هذه الجائزة إذا كان هؤلاء أبطالها؟!.
 


تابعنا على
تصميم وتطوير